الأمريكيون لديهم عقدة من كل ما هو “غير أمريكي” ، و ينظرون بدونية لكل شيء لا ينتمي ل “ The good old USA” ، فنظامهم الديموقراطي أفضل نظام في العالم ، و خدمتهم البريدية لا يضاهيها شيء و لا تضيع لديهم رسالة ، و القضاء لديهم قمة في النزاهة على العكس من بقية دول العالم “المستشري فيها الفساد” ، و منتجاتهم هي الوحيدة ذات الجودة العالية و الأداء العالي و قس على ذلك الكثير.
و عندما يكون “غير الأمريكي” هذا هو الصين ، العدو الشيوعي القديم ، و المنافس الاقتصادي الأول لأمريكا ، و المرشح الأبرز لملء فراغ الاتحاد السوفييتي في المستقبل ، فإن العقدة هذه تتضخم لحد الانفجار.
و تجلت هذه العقدة بشكل واضح في تغطية الإعلام الأمريكي لأحداث أولمبياد بكين ، فمن محاولة الانتقاص من الافتتاح الأسطوري للبطولة و ذلك باتهام الصينيين بفبركة بعض الألعاب النارية تقنياً ، مروراً بتضخيمهم لقصة الفتاة الصغيرة التي غنت في حفل الافتتاح في حين كان الصوت لفتاة أخرى ، إلى تشكيكهم المستمر في أعمار الفريق الصيني للجمباز.
لا أدري ما القضية التالية التي سيركز عليها الأمريكان و لكن ما أنا متأكد منه هو أن مثل هذه المحاولات ستستمر و لن تتوقف حتى لما بعد نهاية البطولة نفسها.